.......................................
»-(¯` البارت الأول ´¯)-»
بدأت الكوابيس تراودها بعدما علمت بأن مهجة قلبها قد اختفى .
تستيقظ كل ليلة من نومها فزعة من كوابيس تأبى تركها , جسدها الهرم يرتجف بالإضافة لتعرق جسدها و لهثها الدائم .
شعور غريب بل بالأصح شعورا مرعبا , القلق بحد ذاته مقلق , الخوف من المجهول , الخوف من المستقبل , إن التفكير حقا متعب و النوم المريح أصبح كالأمنيات .
تلك السيدة المنسدل شعرها البني على عينتيها العسليتين , تلك السيدة التي تجاوزت الخمسين من عمرها , تلك السيدة التي قد شحب وجهها كأنها رأت كابوس يلتهمه , بل خوفها من ذلك الرجل أشد من خوفها من العالم الخارجي .
تحسست تلك الطاولة التي بجانبها و أمسكت بتلك الصورة التي حررت تلك الدموع التي إن
حبست لسنين طويلة .
كانت تلك الصورة لفتاة بالعشرينات من عمرها , ذات شعر بني و عيون خضراء , و تحمل بين ذراعيها ذلك الرضيع ذو الوجه الأبيض و يظهر له بعض الخصل الشقراء , و كان في وقت التقاط الصورة نائما كالملاك .
بدا صوت شهقاتها بالانتشار بأرجاء تلك الغرفة الفارغة , تحاول كبت تلك الدموع التي تأبى إلى بالرحيل , بدأت بالتمتمة كالمجانين .
سيعود
أجل بالتأكيد
سيجده
نعم فهو لن يترك ابنه
و لكن
إذا علم بأنها
..
بأنها
فتاة
فهل
؟؟
؟
سيقتلها
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كانت أفكارها مبعثرة , لم تجد أجوبة على تسائلتها و لم تجد ما يمكنها به تصبير تلك الروح المعلقة بطفل ذلك الرجل .
هل لأنها وعدت ابنتها بالاعتناء به ؟
أم
لأنه كل ما تبقى لها من الحياة ؟
كانت تنام كالملائكة على ذلك السرير الصغير , و هي تحلم بذلك الكرسي الهزاز الذي كانت تجلس عليه امرأة تبدوا بالأربعنينات من العمر و تضع تلك الطفلة في حجرها لتروي لها الحكايات .
كم اشتاقت للمساتها و لقصصها , كم اشتاقت لعقابها و غضبها .
يا جدتي أين أنتي
؟؟؟
كانت ليلة هادئة بالنسبة له , كان مغمضا عينيه و هو يرتكز على ذلك الكرسي الجلدي وهو يحتسي فنجان قهوته و أمامه طن من الأوراق المبعثرة , لم يكن مهتم بها أو بالعمل , بل كان عقله قد غادر سابق للبحث عن تلك التي سرقت قلبه .
إذا خرجنا من الهدوء فبتأكيد سنتحدث عن الصخب , فحفلاته التي لا تزال قائمة حتى بعد منتصف الليل أبعد ما تكون إلا الهدوء , مع كل حرف يخرج من فاه يتذكر ذلك الشاب الذي صعد يوما ما مدعيا بأنه هو , فقد كان عقله يركز دائما على شيئا واحد .
ألا وهو
لن يتفوق على أبدا
لم يكن للنوم مكان بين جفونها , و لا للبكاء , فذلك الاعتراف قد قلب كل موازن حياتها , مع أنها أحبت صديقه و صارحت بذلك الحب إلا أنه لا زال ممسكا بها , فالشك بمن امتلك قلبها ما زال يراود قلب تلك الوردة .
كانت أحلامه فضيحة له لذلك لن أنجر لتكلم عنها .
عندما نتكلم عن الفاسد يخطر ببالنا الطيب , فقلبه الطيب و حبه الطاهر هو ما جعله يتخلى عن حبه الدفين ليقف كشقيق كبير و مسئول عنها و عن
حمايتها, هذا ما يطلق عليه الحب .
مأسورة بماضيها , ماسورة بحاضرها , و لكن هل ستأسر بمستقبلها .
معرفت مشاعره اتجاهها هو ما جعل نومها تتدفق عليه الأحلام بكثرة , علمها بأنه لا يحب غيرها هو ما جعل قلبها يغادر ذلك الجسد , و روحها لترقص على أغاني الطرب .
جرح الماضي هل سيكشف ؟ أسرار عائلتها هل ستفضح ؟ هل سيجدونه ؟
هل ما زال الماضي سبب في إعاقة المستقبل ؟
كانت هذه الأسئلة التي راودتها و هي تسمع لتلك الموسيقى الهادئة .
كانت تنام بسلام لأنها تتقطع شوقا للعمل معه .
هل موت عزيز يجعلك تختنق في كل ليلة هكذا ؟
هل سأتحمل عقوبة موتها كل حياتي ؟
الأسئلة
كيف بداية الموسم الجديد ؟
و أتمنى إنكم تتابعون قصتي للنهاية و تتحمسون لها مثل قبل ^^